التعليم الموسيقى
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
التعليم الموسيقى
بقلم: إعداد: فريال ياسين "فن وثقافة"
خاص: "نساء سورية"
المصدر: مجلة الحياة الموسيقية العدد 9 سنة 1995 صفحة 9
التاريخ: إن التعليم الموسيقي أو التربية الموسيقية هو مجال من مجالات الدراسة القديمة ويقصد بمصطلح التربية أو التعليم الموسيقي الدروس التي تقدم في المدارس الابتدائية والإعدادية وهذا النوع من التعليم ظهر متأخراً في القرن التاسع عشر ففي عام 1838 وبعد مراحل من اليأس ومحاولات الإقناع صرّح بوضع أول منهج للتعليم الموسيقي في مدرسة أميركية عامة بعد أن كان المنهج الموسيقي لا يعامل كمادة قائمة بذاتها وهكذا فقد استخدم الأساتذة والمدرسون وسائل موسيقية عديدة لتدريب تلاميذهم وقد استخدمت التربية الموسيقية في البداية كعنصر مساند أو مساعد في مجالات التعليم الأخرى وخاصة المرتبطة بالدين وعلى سبيل المثال فإن النغمات الهندية كانت تدرس من أجل الطقوس الدينية وبالمثل كانت التربية الموسيقية في الصين القديمة مرتبطة بالطقوس الدينية والحكايات وهكذا
إن استمرار هذا التعليم الموسيقي قد ارتبط كلية بالهيئات الدينية والأخلاقية الصينية وبالمثل فلقد تأثرت نظريات الموسيقى اليابانية أثراً واضحا بالطقوس الدينية ويشارك اليابان في ذلك جيرانها الأوروبيون: فأفلاطون واليونان القدماء يؤكدون أن الموسيقى هي جزء من العملية التعليمية الخاصة بتدريب الروح أو النفس البشرية فالموسيقى بأنواعها وتأثيرها على المشاعر والأفعال الإنسانية تعد من أهم العناصر الهامة في دراسة الأخلاقيات والجماليات
وفي أوربا ظهر تأثير الكنيسة بوضوح على الوعي الموسيقي فالعديد من المراكز الثقافية طورت التراتيل الدينية وفي الأديرة ظهر وتطور ووصل إلى الكمال تعليم الموسيقى الصوتية فقد كانت طقوس العبادة اليومية والطقوس السنوية هي مهرجانات موسيقية وكانت هي التي تمثل التربية الموسيقية في ذلك الوقت وبالتبعية كان الرهبان هم مدرسي الموسيقى كما كانوا واضعي النظريات والمؤلفين والتربية الموسيقية في الوطن العربي ولكننا لا يمكن أن نتتبع بصورة واضحة الفنون الصوتية في فترة ما قبل الإسلام متمثلة في الكهان والشعراء نظراً لقلة المعلومات المتاحة ولكن بداية من القرن السابع أصبح التعليم الصوتي مرتبطاً بالأخلاقيات والدراسات الاجتماعية للأطفال والبالغين وهذه الدراسات الصوتية ارتبطت بالقرآن الكريم عبر حفظه وتلاوته هذا بالرغم من أن الدارسين والباحثين في العصور التالية لم يعاملوا الإنشاد الديني أو تلاوة القرآن كجزء من التقاليد الصوتية الموجودة في المجتمع
وعلى مدى القرون استمر الكتّاب أو المدرسة الدينية الإسلامية في تعليم تلاوة القرآن الذي أثر بدوره على التذوق الموسيقي والنواحي الحضارية المختلفة فقد أكد الكتّاب على تعليم الطلاب اللغة العربية العادات التقاليد والحضارة الإسلامية العربية وأهم من ذلك تعليم قراءة القرآن عن طريق تلاوته بصورة موسيقية متبعة على مر الأجيال ومن ثم إعطاء التلاميذ جرعة كبيرة من التعليم والوعي الموسيقيين وتلاوة القرآن أصبحت غير مرتبطة بالطقوس اليومية للعبادة متمثلة بالصلوات الخمس فقط ولكنها امتدت أيضا إلى الأعياد والمناسبات الدينية
المشاكل المعاصرة: لقرون طويلة عمل أسلوب الترتيل القرآني الموسيقي بنجاح على مر الأجيال ولكن في القرن العشرين بدأ التدهور يصبح جلياً ويرجع ذلك إلى أربعة أسباب:
أول هذه الأسباب تتمثل في الاستعمار فقد أصبحت القوى الأوربية التي احتلت البلاد العربية مسيطرة في خلال القرنين الماضين وقد أحضرت هذه القوى الاستعمارية معها الأشكال التعليمية لتدريب سكان البلاد تبعا للطريقة الأوربية بكل أهدافها كما تم أيضا استخدام الطرق والمواد الأوربية وبغض النظر عن مدى نجاح هذه الأساليب المستحدثة من وجهة النظر الخارجية إلا أنه كان لها تأثير بالغ الخطورة على سكان البلاد ولتأمين نجاح أبنائهم تحت سيادة المستعمرين فقد لجأ الآباء وخاصة هؤلاء الذين ينتمون إلى الطبقات العليا إلى دمج أبنائهم تحت هذا النظام الجديد فألحقوا أبنائهم بالمدارس الأجنبية وهكذا فقد تضاءلت الدراسة الموسيقية الصوتية التي كانت تدرس في الكتاب واستبدلت بتلك المنقولة عن الحضارة الأوربية فقد اتجه الطلاب إلى تعلم الألحان الغربية بدلاً من تعلم الأساليب الصوتية المرتجلة والألحان الفلكلورية العربية والموشحات فقد دخل التلاميذ في الموازين الصغيرة والكبيرة بدلاً من المقامات وتذوقوا موتسارت وبيتهوفن ولكنهم فقدوا الصلة بتقاليدهم الموسيقية وآلاتهم التقليدية
وثاني هذه العناصر ظهور العلمانية في الوطن العربي أخرى أهم هذه الآثار محاولة الأهالي تقليد الاستعمار إما لفائدة ما أو لإحساس عميق بالتفوق السياسي رابعا ظهور الأساليب الفنية التي أثرت بشدة في الأساليب التقليدية في الغناء وهذه الاختراعات أو الأساليب الحديثة تتمثل في الراديو والفونوجراف والتلفزيون والسينما والشرائط وقد اعتبرت هذه الاختراعات نوعا جديدا من الغزو سواء من الشرق أو من الغرب ولا يمكن أن ننكر تأثيره وهكذا وبعد ظهور العناصر السابقة فقد أصبح القلق واضحاً على مستقبل التعليم الموسيقي أو الصوتي في الوطن العربي
الحلول القديمة والحديثة: يجب أن يعتمد التعليم الموسيقي الصوتي في العالم العربي على الحلول أو المحاولات القديمة والحديثة فيجب إحياء المحتوى والميراث والطرق القديمة الناجحة وفي نفس الوقت يجب أن تتخذ الحلول الحديثة عن طريق التفكير المتطور واقتباس أحدث ما في مجال التعليم الموسيقي الصوتي والحلول القديمة والحديثة ذات الفائدة لعملية التعليم الموسيقي الصوتي تخضع إلى نوعين :الحلول النظرية : أولا يجب على التعليم الصوتي أن يعتمد على تقاليد الإقليم بدلا من الخضوع إلى الغزو الموسيقي الذي استمر لقرون وذلك لأن فتح مجال التأثر بالموسيقى الأخرى ليس ذا خطورة ملحوظة إذا كانت البلاد قوية سياسيا واقتصاديا ومن ثم فهو يفيد الوعي الطلابي بالموسيقى ولكن ذلك لا ينطبق على المجتمع العربي الذي ليس في حاجة إلى الاستعارة من الموسيقى الأخرى ولكنه في حاجة إلى إعادة وإحياء وتأكيد الهوية الثقافية التي طالما هددتها الأنواع القادمة من الخارج وتأكيد أهلية الموسيقى العربية يختلف مع الاعتقاد السائد أن الموسيقى الفرنسية الروسية الإنجليزية والألمانية موسيقى عالمية قد تكون هذه الأنواع عالمية من حيث أنها تذيب الحواجز بين الدول الأوربية ولكن بالنسبة للكون فإنه من السذاجة أن نطلق عليها عالمية فهذه الموسيقى يمكن فهمها وتقديرها تماما كما يمكن فهم وتقدير الموسيقى العراقية والمصرية وهكذا فإن أهم ما يجب توجيه الدراسة إليه هو الهوية الموسيقية العربية وليس العالمية
والعنصر الهام الثاني هو كيفية تطوير هذه الهوية الموسيقية العربية وذلك عن طريق المشاركة ليس فقط بواسطة الخبرات والمواهب ولكن عن طريق كل الطلاب في المدارس والمشاركة عنصر فعال جدا في العملية التعليمية الموسيقية أما بالنسبة للعنصر الثالث الذي يجب أن تبنى عليه الموسيقى في العالم العربي فقد أكد الدارسون تداخل الموسيقى مع أنواع أخرى من الفنون الأخلاقية والجمالية والنشاطات الاجتماعية وهذا الترابط بين الفنون هو من أهم الفروض التي يؤكد عليها الدارسون وهكذا فإن الباحثون يتجهون إلى دراسة ودمج النواحي والخبرات الإجمالية والاجتماعية مع العناصر الموسيقية التحليلية والموصوفة تحت هذا النظام توسعت دراسة الموسيقى من مجرد نوع وصفي تاريخي إلى واحد مبني على دور الموسيقى داخل الإطار الذي أنتجوا من خلاله
الحلول العلمية : ما هي إلا تطبيق الحلول النظرية فمثلا ظهر الاتجاه إلى وضع كتب وتدريب مدرسين لتوصيل الفنون الموسيقية للأطفال فإذا كانت موادنا الدراسية تحوي عناصر من الخارج كيف يمكن أن نقوي الهواية لدى الأفراد وإذا قمنا بتدريس عناصر موسيقية أجنبية في التربية الموسيقية وهو ما حدث لقرون عديدة فيجب علينا أن نتوقع اتجاه الشباب في المستقبل إلى الموسيقى الغربية أو المستوردة أكثر من الخاصة بهم أن معظم مدرسي الموسيقى العربية قد تلقوا تعليمهم في المؤسسات الإنجليزية والفرنسية والأمريكية ولم يتعرفوا إلا بتفكير أساتذتهم الغربيين وإذا لم يخضعوا للنظام العربي والمادة العربية الأساليب العربية والمعتقدات العربية فإنه من المستحيل أن يكون لديهم موهبة عربية وأخيرا فإنه يجب إحياء الأشكال الموسيقية العربية وتنمية التقدير الوطني من ثم تستطيع الموسيقى العربية أن تكون على قدم المساواة مع الآتي من الآخر وهذا لن يحدث بوضع ستارة حديدية بيننا وبين الموسيقى المستوردة فالثمرة الممنوعة مرغوبة إنما محاولة تشجيع الأحداث والمناسبات بالمشاركة الموسيقية يجب أن يتبع خطوط أخرى فالتغيرات الاجتماعية والاقتصادية في الوطن العربي هي أمر واقع وبالمثل فإن الأشكال القديمة للفنون الموسيقية بدأت في التغيير والاندثار في العديد من البلاد العربية والاتجاه الحديث هو إحياء هذه الفنون من خلال المؤتمرات مراكز الدراسات الفنية ومجموعات الفيديو والكاسيت ولكن هل يكفي ذلك لغرس التقليد الموسيقي العربي لا أعقد ذلك إن هذه السلبيات مطلوبة بدون شك ولكنها جزء مما يجب عمله أما الجزء الآخر وهو الأكثر صعوبة وتأثير في خلق أشكال جديدة للتذوق الموسيقي عبر محاولات لدمج المجتمع والموسيقى إما في المدرسة أو في البيت أو في المناسبات الخاصة أو العامة وهذا هو ما سيؤكد استمرار التطور الموسيقي.
تأليف د. لويس ابسن الفاروقي
مؤرخة وأستاذة سابقة للفنون والدين بجامعة
فيلادلفيا متخصصة في الموسيقا والفنون المرئية للحضارة الإسلامية
خاص: "نساء سورية"
المصدر: مجلة الحياة الموسيقية العدد 9 سنة 1995 صفحة 9
التاريخ: إن التعليم الموسيقي أو التربية الموسيقية هو مجال من مجالات الدراسة القديمة ويقصد بمصطلح التربية أو التعليم الموسيقي الدروس التي تقدم في المدارس الابتدائية والإعدادية وهذا النوع من التعليم ظهر متأخراً في القرن التاسع عشر ففي عام 1838 وبعد مراحل من اليأس ومحاولات الإقناع صرّح بوضع أول منهج للتعليم الموسيقي في مدرسة أميركية عامة بعد أن كان المنهج الموسيقي لا يعامل كمادة قائمة بذاتها وهكذا فقد استخدم الأساتذة والمدرسون وسائل موسيقية عديدة لتدريب تلاميذهم وقد استخدمت التربية الموسيقية في البداية كعنصر مساند أو مساعد في مجالات التعليم الأخرى وخاصة المرتبطة بالدين وعلى سبيل المثال فإن النغمات الهندية كانت تدرس من أجل الطقوس الدينية وبالمثل كانت التربية الموسيقية في الصين القديمة مرتبطة بالطقوس الدينية والحكايات وهكذا
إن استمرار هذا التعليم الموسيقي قد ارتبط كلية بالهيئات الدينية والأخلاقية الصينية وبالمثل فلقد تأثرت نظريات الموسيقى اليابانية أثراً واضحا بالطقوس الدينية ويشارك اليابان في ذلك جيرانها الأوروبيون: فأفلاطون واليونان القدماء يؤكدون أن الموسيقى هي جزء من العملية التعليمية الخاصة بتدريب الروح أو النفس البشرية فالموسيقى بأنواعها وتأثيرها على المشاعر والأفعال الإنسانية تعد من أهم العناصر الهامة في دراسة الأخلاقيات والجماليات
وفي أوربا ظهر تأثير الكنيسة بوضوح على الوعي الموسيقي فالعديد من المراكز الثقافية طورت التراتيل الدينية وفي الأديرة ظهر وتطور ووصل إلى الكمال تعليم الموسيقى الصوتية فقد كانت طقوس العبادة اليومية والطقوس السنوية هي مهرجانات موسيقية وكانت هي التي تمثل التربية الموسيقية في ذلك الوقت وبالتبعية كان الرهبان هم مدرسي الموسيقى كما كانوا واضعي النظريات والمؤلفين والتربية الموسيقية في الوطن العربي ولكننا لا يمكن أن نتتبع بصورة واضحة الفنون الصوتية في فترة ما قبل الإسلام متمثلة في الكهان والشعراء نظراً لقلة المعلومات المتاحة ولكن بداية من القرن السابع أصبح التعليم الصوتي مرتبطاً بالأخلاقيات والدراسات الاجتماعية للأطفال والبالغين وهذه الدراسات الصوتية ارتبطت بالقرآن الكريم عبر حفظه وتلاوته هذا بالرغم من أن الدارسين والباحثين في العصور التالية لم يعاملوا الإنشاد الديني أو تلاوة القرآن كجزء من التقاليد الصوتية الموجودة في المجتمع
وعلى مدى القرون استمر الكتّاب أو المدرسة الدينية الإسلامية في تعليم تلاوة القرآن الذي أثر بدوره على التذوق الموسيقي والنواحي الحضارية المختلفة فقد أكد الكتّاب على تعليم الطلاب اللغة العربية العادات التقاليد والحضارة الإسلامية العربية وأهم من ذلك تعليم قراءة القرآن عن طريق تلاوته بصورة موسيقية متبعة على مر الأجيال ومن ثم إعطاء التلاميذ جرعة كبيرة من التعليم والوعي الموسيقيين وتلاوة القرآن أصبحت غير مرتبطة بالطقوس اليومية للعبادة متمثلة بالصلوات الخمس فقط ولكنها امتدت أيضا إلى الأعياد والمناسبات الدينية
المشاكل المعاصرة: لقرون طويلة عمل أسلوب الترتيل القرآني الموسيقي بنجاح على مر الأجيال ولكن في القرن العشرين بدأ التدهور يصبح جلياً ويرجع ذلك إلى أربعة أسباب:
أول هذه الأسباب تتمثل في الاستعمار فقد أصبحت القوى الأوربية التي احتلت البلاد العربية مسيطرة في خلال القرنين الماضين وقد أحضرت هذه القوى الاستعمارية معها الأشكال التعليمية لتدريب سكان البلاد تبعا للطريقة الأوربية بكل أهدافها كما تم أيضا استخدام الطرق والمواد الأوربية وبغض النظر عن مدى نجاح هذه الأساليب المستحدثة من وجهة النظر الخارجية إلا أنه كان لها تأثير بالغ الخطورة على سكان البلاد ولتأمين نجاح أبنائهم تحت سيادة المستعمرين فقد لجأ الآباء وخاصة هؤلاء الذين ينتمون إلى الطبقات العليا إلى دمج أبنائهم تحت هذا النظام الجديد فألحقوا أبنائهم بالمدارس الأجنبية وهكذا فقد تضاءلت الدراسة الموسيقية الصوتية التي كانت تدرس في الكتاب واستبدلت بتلك المنقولة عن الحضارة الأوربية فقد اتجه الطلاب إلى تعلم الألحان الغربية بدلاً من تعلم الأساليب الصوتية المرتجلة والألحان الفلكلورية العربية والموشحات فقد دخل التلاميذ في الموازين الصغيرة والكبيرة بدلاً من المقامات وتذوقوا موتسارت وبيتهوفن ولكنهم فقدوا الصلة بتقاليدهم الموسيقية وآلاتهم التقليدية
وثاني هذه العناصر ظهور العلمانية في الوطن العربي أخرى أهم هذه الآثار محاولة الأهالي تقليد الاستعمار إما لفائدة ما أو لإحساس عميق بالتفوق السياسي رابعا ظهور الأساليب الفنية التي أثرت بشدة في الأساليب التقليدية في الغناء وهذه الاختراعات أو الأساليب الحديثة تتمثل في الراديو والفونوجراف والتلفزيون والسينما والشرائط وقد اعتبرت هذه الاختراعات نوعا جديدا من الغزو سواء من الشرق أو من الغرب ولا يمكن أن ننكر تأثيره وهكذا وبعد ظهور العناصر السابقة فقد أصبح القلق واضحاً على مستقبل التعليم الموسيقي أو الصوتي في الوطن العربي
الحلول القديمة والحديثة: يجب أن يعتمد التعليم الموسيقي الصوتي في العالم العربي على الحلول أو المحاولات القديمة والحديثة فيجب إحياء المحتوى والميراث والطرق القديمة الناجحة وفي نفس الوقت يجب أن تتخذ الحلول الحديثة عن طريق التفكير المتطور واقتباس أحدث ما في مجال التعليم الموسيقي الصوتي والحلول القديمة والحديثة ذات الفائدة لعملية التعليم الموسيقي الصوتي تخضع إلى نوعين :الحلول النظرية : أولا يجب على التعليم الصوتي أن يعتمد على تقاليد الإقليم بدلا من الخضوع إلى الغزو الموسيقي الذي استمر لقرون وذلك لأن فتح مجال التأثر بالموسيقى الأخرى ليس ذا خطورة ملحوظة إذا كانت البلاد قوية سياسيا واقتصاديا ومن ثم فهو يفيد الوعي الطلابي بالموسيقى ولكن ذلك لا ينطبق على المجتمع العربي الذي ليس في حاجة إلى الاستعارة من الموسيقى الأخرى ولكنه في حاجة إلى إعادة وإحياء وتأكيد الهوية الثقافية التي طالما هددتها الأنواع القادمة من الخارج وتأكيد أهلية الموسيقى العربية يختلف مع الاعتقاد السائد أن الموسيقى الفرنسية الروسية الإنجليزية والألمانية موسيقى عالمية قد تكون هذه الأنواع عالمية من حيث أنها تذيب الحواجز بين الدول الأوربية ولكن بالنسبة للكون فإنه من السذاجة أن نطلق عليها عالمية فهذه الموسيقى يمكن فهمها وتقديرها تماما كما يمكن فهم وتقدير الموسيقى العراقية والمصرية وهكذا فإن أهم ما يجب توجيه الدراسة إليه هو الهوية الموسيقية العربية وليس العالمية
والعنصر الهام الثاني هو كيفية تطوير هذه الهوية الموسيقية العربية وذلك عن طريق المشاركة ليس فقط بواسطة الخبرات والمواهب ولكن عن طريق كل الطلاب في المدارس والمشاركة عنصر فعال جدا في العملية التعليمية الموسيقية أما بالنسبة للعنصر الثالث الذي يجب أن تبنى عليه الموسيقى في العالم العربي فقد أكد الدارسون تداخل الموسيقى مع أنواع أخرى من الفنون الأخلاقية والجمالية والنشاطات الاجتماعية وهذا الترابط بين الفنون هو من أهم الفروض التي يؤكد عليها الدارسون وهكذا فإن الباحثون يتجهون إلى دراسة ودمج النواحي والخبرات الإجمالية والاجتماعية مع العناصر الموسيقية التحليلية والموصوفة تحت هذا النظام توسعت دراسة الموسيقى من مجرد نوع وصفي تاريخي إلى واحد مبني على دور الموسيقى داخل الإطار الذي أنتجوا من خلاله
الحلول العلمية : ما هي إلا تطبيق الحلول النظرية فمثلا ظهر الاتجاه إلى وضع كتب وتدريب مدرسين لتوصيل الفنون الموسيقية للأطفال فإذا كانت موادنا الدراسية تحوي عناصر من الخارج كيف يمكن أن نقوي الهواية لدى الأفراد وإذا قمنا بتدريس عناصر موسيقية أجنبية في التربية الموسيقية وهو ما حدث لقرون عديدة فيجب علينا أن نتوقع اتجاه الشباب في المستقبل إلى الموسيقى الغربية أو المستوردة أكثر من الخاصة بهم أن معظم مدرسي الموسيقى العربية قد تلقوا تعليمهم في المؤسسات الإنجليزية والفرنسية والأمريكية ولم يتعرفوا إلا بتفكير أساتذتهم الغربيين وإذا لم يخضعوا للنظام العربي والمادة العربية الأساليب العربية والمعتقدات العربية فإنه من المستحيل أن يكون لديهم موهبة عربية وأخيرا فإنه يجب إحياء الأشكال الموسيقية العربية وتنمية التقدير الوطني من ثم تستطيع الموسيقى العربية أن تكون على قدم المساواة مع الآتي من الآخر وهذا لن يحدث بوضع ستارة حديدية بيننا وبين الموسيقى المستوردة فالثمرة الممنوعة مرغوبة إنما محاولة تشجيع الأحداث والمناسبات بالمشاركة الموسيقية يجب أن يتبع خطوط أخرى فالتغيرات الاجتماعية والاقتصادية في الوطن العربي هي أمر واقع وبالمثل فإن الأشكال القديمة للفنون الموسيقية بدأت في التغيير والاندثار في العديد من البلاد العربية والاتجاه الحديث هو إحياء هذه الفنون من خلال المؤتمرات مراكز الدراسات الفنية ومجموعات الفيديو والكاسيت ولكن هل يكفي ذلك لغرس التقليد الموسيقي العربي لا أعقد ذلك إن هذه السلبيات مطلوبة بدون شك ولكنها جزء مما يجب عمله أما الجزء الآخر وهو الأكثر صعوبة وتأثير في خلق أشكال جديدة للتذوق الموسيقي عبر محاولات لدمج المجتمع والموسيقى إما في المدرسة أو في البيت أو في المناسبات الخاصة أو العامة وهذا هو ما سيؤكد استمرار التطور الموسيقي.
تأليف د. لويس ابسن الفاروقي
مؤرخة وأستاذة سابقة للفنون والدين بجامعة
فيلادلفيا متخصصة في الموسيقا والفنون المرئية للحضارة الإسلامية
واحد من الناس- جيتارا فعال
-
عدد الرسائل : 80
تاريخ التسجيل : 18/07/2008
رد: التعليم الموسيقى
يسلموووووووووووووو
مغروره- :: المدير العام ::
فريق معهد بحر الجيتارا -
عدد الرسائل : 52
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 19/07/2008
رد: التعليم الموسيقى
من فضلكم اريد نوتة التعلم على الطبلة الشرقى
love_man157- جيتارا جديد
-
عدد الرسائل : 5
تاريخ التسجيل : 07/04/2009
رد: التعليم الموسيقى
هو حلو بس أنا مكنتش بح التاريخ خالص
kemo92- جيتارا موهوب
-
عدد الرسائل : 142
العمر : 34
الموقع : kemo_4cats_tito@yahoo.com
العمل/الترفيه : كلية التجارة
المزاج : عال العال
تاريخ التسجيل : 30/12/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد يوليو 26, 2020 4:38 am من طرف alashkar
» كتاب مميز لتعليم الجيتار
الخميس فبراير 07, 2019 5:21 pm من طرف Lina
» كوردات لعمرو دياب معا الصولو
الخميس فبراير 07, 2019 5:20 pm من طرف Lina
» كوردات أغاني لشاب خالد
الخميس فبراير 07, 2019 5:19 pm من طرف Lina
» كتاب لتكنكيات
الخميس فبراير 07, 2019 5:18 pm من طرف Lina
» اكثر من 30 ملف لووب شرقي طبله فقط
الأربعاء فبراير 06, 2019 4:01 pm من طرف Lina
» لووبات شرقيه ايقاعات مختلفه عدة الات موسيقيه اكثر من 50 لووب
الأربعاء فبراير 06, 2019 4:00 pm من طرف Lina
» اصوات للدي جي
الأربعاء يناير 16, 2019 6:09 am من طرف جمال ج
» لوبات خليجية و هندية و تركية و إيرانية
السبت سبتمبر 08, 2018 2:58 am من طرف kh.awad